مصر بلدنا إلي أين؟
تواجه مصر في هذه الآونة حالة من الضعف والوهن والانحدار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي،
ويمكن القول بأنها وصلت إلي حالة «اللادولة» أو كما وصفها الكاتب الكبير حازم الببلاوي هي دولة
«بزرميط» في أحد مقالاته، ومن أسباب هذه الحالة المتردية للدولة هو أننا كمجتمع ونظام نعيش
حالة فريدة من نوعها، وهذه الحالة أطلق عليها حالة «البين بين»، ولعلك تستغرب أيها القارئ
العزيز هذا العنوان، ولكن هذه الحالة هي المعبرة عن واقعنا الحالي وهي ليست حالة الوسطية،
ولكنها حالة عدم استقرار، وذلك ناتج عن عدم وضوح الرؤية السليمة وعدم الاتفاق علي الأهداف
الرئيسية لمعالم طريقنا الذي سيقودنا إلي التقدم والتطور.
وإليك عزيزي القارئ بعض النماذج القليلة من بعض قضايانا الرئيسية التي نعيش فيها حالة
(البين بين) وتمس حياتنا وتحتاج إلي أن نتفق عليها ونغلق ملفاتها تماماً.
- نحن لا نعرف هل نحن دولة ديمقراطية أم ديكتاتورية «أم بين بين»؟
- هل نحن نحكم بالقانون أم بالعرف «أم بين بين»؟
- هل نحن مع القطاع العام أم الخاص «أم بين بين»؟
- هل نحن نريد المستثمر الأجنبي أم لا نريده «أم بين بين»؟
- هل نحن نسير علي النظام الرأسمالي أم الاشتراكي «أم بين بين»؟
- هل نحن دولة تتبع النظام الرئاسي أم البرلماني «أم بين بين»؟
- هل نحن نتبع الهوية العربية أم الفرعونية «أم بين بين»؟
- هل نحن بلد زراعي أم صناعي «أم بين بين»؟
هذه عزيزي القارئ بعض الأمثلة البسيطة التي طرحتها، لتبين لنا مدي التخبط الذي نعيشه
وحتي دستورنا الذي وضعناه أيضا مليء بالتناقضات الكثيرة فهو أيضا حالة من «البين بين».
لذا يجب علينا إذا أردنا أن نتقدم أن نحسم أمرنا، ونتفق علي الطريق الذي سوف نسلكه في
حياتنا، ونترك حالة «البين بين» لكي تتضح الرؤية لنا جميعا، ولا ندخل في مناقشات تستهلك
منا الجهد والوقت والمال.