نفى سفير الجزائر لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد القادر حجار وجود أى نية لدى مسئولى بلاده للاعتذار عما بدر من المشجعين الجزائريين تجاه الجالية المصرية فى الجزائر والمشجعين المصريين فى السودان، عقب المباراة التى جمعت منتخبى البلدين فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.
وقال حجار إنه لم يسمع قط بوساطة الجامعة العربية بين مصر والجزائر لتطويق الأزمة التى نشبت بينهما مؤخرا على خلفية أحداث الشغب والاعتداءات التى مارستها الجماهير الجزائرية ضد المصريين فى الخرطوم الأربعاء الماضى بعد انتهاء المباراة الفاصلة بينهما.
حجار أوضح لليوم السابع أنه لم يلتق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ولم يتحدث معه مطلقا فى هذا الشأن، وربما يكون هناك اتصالات مع المسئولين الجزائريين مباشرة، لافتا إلى أن أى وساطة كان لابد أن تمر من خلاله بصفته مندوب الجزائر فى الجامعة، وقال حجار إنه لم يعد هناك مجال لأى وساطة لحل الخلاف بين البلدين، حيث إن الأوضاع تتأزم بسرعة شديدة.
وأعرب حجار عن استنكاره الشديد لقيام مجموعة من المحامين المصريين بحرق العلم الجزائرى أمس فى الشوارع أثناء احتجاجهم، لافتا إلى أن هذا التصرف لا يليق بمحامين مصريين مثقفيين قائلا "إن الأمر لم يعد احتجاج مجموعة شباب متعصبين غاضبين، وإنما يبدو أنه توجه أكبر من ذلك، ومن المؤسف أن يصدر هذا التصرف من مثقفى مصر".
وأشار حجار إلى أن الوضع فى الجزائر قد هدأ، ولا يوجد أى احتجاجات ولا تظاهرات والمصريون هناك آمنون، زاعما أن بلاده من جانبها لن تعمل على تصعيد الموقف وهو مايفسر صمت المسئولين الجزائريين حيال الأزمة، إلا أنه توقع أن ينعكس موقف المحامين المصريين من حرق العلم الجزائرى سلبا على الموقف، خاصة إذا استمر التوجه بالتصعيد.
وأكد أنه غير متوقع حتى الآن أن يتحدث الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة عن الأزمة وأن يبادر أحد بتوجيه اعتذار رسمى.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية قد صرح أمس، أن هناك اتصالات مع مصر والجزائر والسودان للإحاطة بالفتنة الناجمة عن مباراة مصر والجزائر، لافتا إلى أنه لابد من تطبيق القانون على الجميع فى البلدان الثلاثة.
وأوضح موسى أن الجامعة العربية تتصل بكل الأطراف المعنية، وذكر أنه أجرى اتصالات عديدة خلال اليومين الماضيين مع كبار المسئولين فى مصر والجزائر والسودان، مشددا على أن الجامعة سوف تواصل اتصالاتها للإحاطة بهذا الموضوع الخطير.