مفوضة «الأونروا» قيام مصر ببناء الجدار الفولاذي الحاجز حول غزة صحيح.. وبتمويل أمريكي
مشروع الجدار يسيء إلي مصر ولا يخدم إلا إسرائيل ومردوده سلبي علي الأمن القومي المصري
كتب - هاني جريشة:
أكدت كارين أبو زيد ـ المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) ـ صحة المعلومات التي ترددت مؤخراً بشأن بناء الحكومة المصرية الجدار الفولاذي علي حدودها مع قطاع غزة، مضيفة أن المعلومات التي لديها تشير إلي أن تكلفة بناء الجدار كاملة تكفلت بها الحكومة الأمريكية.
وأضافت - خلال ندوة أقيمت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء أمس الأول - أن الجدار يبني من الفولاذ القوي وأنه صنع في الولايات المتحدة وقد تم اختبار مقاومته للقنابل، واصفة إياه بأنه أكثر قوة من خط بارليف الذي بني علي الضفة الشرقية لقناة السويس قبل حرب أكتوبر 1973.
ولم تستبعد «أبو زيد» أن يكون الهدف من بناء الجدار هو التمهيد لشن هجمة إسرائيلية مرتقبة علي قطاع غزة، وذكرت أن عملية تشييده تأتي تنفيذاً للاتفاق الأمني بين الحكومة الإسرائيلية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قبل مغادرته البيت الأبيض.
وأبدت أبو زيد أسفها لاشتراك الحكومة المصرية في مثل هذه السيناريوهات التي وصفتها بأنها «سيئة السمعة ولا تخدم إلا إسرائيل»، متوقعة أن يكون المردود السلبي طويل المدي علي الأمن القومي المصري كبيراً في حال شن أي هجمات إسرائيلية علي قطاع غزة والتي لم تستبعد أن تكون قريباً، حسب قولها.
وفي ردها علي سؤال حول مدي تأثير هذا الجدار في حياة سكان غزة، حذرت أبو زيد من أنه سيزيد من صعوبة حياتهم، خاصة أن أكثر من 60% من الاقتصاد الفلسطيني في غزة قائم علي الأنفاق التي يتم استخدامها في تهريب السلع من مصر إلي القطاع.
وجدير بالذكر أن مصادر أمنية مصرية نفت في وقت سابق ما أوردته تقارير إسرائيلية عن أن مصر بدأت تشييد جدار حديدي ضخم علي طول حدودها مع قطاع غزة، في محاولة للقضاء علي أنفاق التهريب الممتدة علي طول الشريط الحدودي الفاصل بين أراضيها والأراضي الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
وكانت صحيفة «هاآرتس» قد ذكرت في تقرير نشر مؤخراً، أن مصر عكفت علي دراسة طرق وقف تلك الأنفاق الحدودية عبر مشاورات مع الولايات المتحدة وتسيير دوريات مصغرة مشتركة بين القوتين، مستخدمين أجهزة استشعار لتحديد أحجام وأعداد تلك الأنفاق الحدودية.
وأشارت إلي أن عملية تشييد الجدار الحديدي بدأت بالفعل باستخدام ألواح عملاقة من الفولاذ الصلب واستمرار أعمال الحفر الرأسية في عمق الأرض، إلا أن مراقبين توقعوا ألا يقضي ذلك الجدار علي أعمال التهريب بين مصر والقطاع بشكلٍ نهائي، وفق الصحيفة.
مبروك لمصر ام الدنيا