يتردد حالياً فى كواليس "ماسبيرو"، أن وزير الإعلام أنس الفقى فى طريقه لاتخاذ قرار بإلغاء برنامج "البيت بيتك"، بعد تصاعد المشاكل بين منتجه محمود بركة وإيهاب طلعت، حتى يخرج اتحاد الإذاعة والتليفزيون من تلك المشكلة ولا يصبح طرفاً فيها، وأصبح فى حكم المقرر أن يقوم وزير الإعلام بالتوقيع مع مقدمى البرنامج محمود سعد وخيرى رمضان وتامر أمين لتقديم برنامج توك شو بديلاً عن "البيت بيتك"، كما سيقوم بتغيير لوجو البرنامج، كما أن محاولات إقصاء بركة عن البرنامج بدأت بالفعل منذ شهرين، حيث طالبه الوزير برفع يده عن البرنامج، وأصبح كل الفنيين العاملين بالبرنامج يتقاضون رواتبهم الشهرية من التليفزيون وليس من شركة "بركة ديزاين" المنتجة للبرنامج.
المفارقة أن وزير الإعلام لم يتوقف للحظة ليسأل نفسه عن شعبية ومصداقية هذا البرنامج، والذى يتابعه 76 فى المائة من الشعب المصرى، حسب آخر الإحصاءات الصادرة، كما أن مقدميه يحتلون المرتبة الأولى فى الاستفتاءات، ولم يعد "البيت بيتك" مجرد برنامج ينتجه منتج خاص للتليفزيون المصرى، بل أصبح من أهم البرامج التى لها رصيد سياسى ومصداقية لدى قطاعات عريضة من الشعب المصرى، ولكن يبدو أن الفقى وكعادته فى حل كل الأزمات التى تواجه الإعلام المصرى، يختار الحل الأسهل، بدلاً من أن يحاول حل المشكلة والسعى إلى استقرار البرنامج ومواصلة مسيرته الناجحة، خصوصاً أن البرنامج صار "ماركة مسجلة" brand، ولا يستطيع الوزير نفسه إنكار أنه البرنامج الوحيد الذى يحفظ ماء الوجه للتليفزيون المصرى، الذى صار بعيداً عن المنافسة الإعلامية الحقيقية.
إلغاء البرنامج يطرح تساؤلات حول صاحب تلك الفكرة، وكيف أقنع الوزير بها، وهل هو صاحب مصلحة من إقصاء بركة، ويبدو أن الوزير استجاب لصاحب الفكرة، الذى أقنع الوزير أنه من السهل الحفاظ على جلب إعلانات للبرنامج دون النظر إلى الثقل السياسى للبرنامج، والدور الذى يلعبه فى الحراك السياسى المصرى، وأيضاً أهميته بالنسبة للمواطن المصرى البسيط، الذى يبدو أن الوزير يتعامل معهم على أنهم جهلاء، كما يقول المثل الشعبى "أحمد زى الحاج أحمد".
وببساطة شديدة على الوزير أن يتذكر أن "البيت بيتك" تم إنتاجه بنظام القطاع الخاص، الذى يخضع كل شىء فيه للدقة، بعيداً عن "سبهللة" القطاع العام، وفى أقل من 6 سنوات استطاع أن يحقق قفزات إعلامية وإعلانية، ولو فكر الفقى فى إنتاج برنامج آخر بنفس مقدمى البرنامج، ولكن بعقلية التليفزيون والروتين الحكومى، سيتحول إلى مسخ يحاكى الكثير من البرامج التى تبث على قنوات التليفزيون المصرى المختلفة.
وهل سأل الوزير نفسه عن موقف القيادة السياسية من هذا القرار، خصوصاً أنها تحرص على مشاهدة البرنامج بانتظام، كما أن الفترة المقبلة هى فترة حرجة فى مصر، حيث إننا مقبلون على انتخابات برلمانية وانتخابات الرئاسة، وغيرها من الأحداث الهامة سياسية واجتماعية.
تأتى تلك التطورات بعد تفاقم الخلافات بين بركة وطلعت، حيث رفع الأخير دعوى قضائية طالب فيها بحقه فى العلامة التجارية والملكية الفكرية للبرنامج، وأسفرت عن صدور حكم قضائى بالحجز على مستحقات شركة "بركة ديزاين" لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعلى أثر ذلك حجزت شركة "هاى كومنيكيشن" المملوكة لطلعت على أموال بركة ودينا كريم، المشرفين على "البيت بيتك" لدى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة ومؤسسة الأهرام، وحجزت أيضاً على كافة حصص شركة "بركة ديزاين" وكافة مستحقات وأموال وأرباح محمود بركة وشريكته دينا كريم فى الشركة، والتى يملكانها باسمهما بنسبة 100%، وأوقف اتحاد الإذاعة والتليفزيون صرف مستحقات شركة "بركة ديزاين" عن برنامج "البيت بيتك" لحين تسوية النزاع، وتولت وكالة صوت القاهرة مهمة الوكيل الإعلانى للبرنامج.