أن تجد رجلا سكيرا أو بلطجيا أو مخمورا أو قاطع طريق فهذا مقبول. فالرجال منذ أن يولدوا وهم يمضون علي وجوههم في الشوارع ومنهم من يكون صالحا يعمل ويجد ومنهم من يكون طالحا ينصب ويسرق ويقتل ظلما وبلا وجه حق لكن أن تجد امرأة تتجرد من فطرتها التي جعلها الله ملاكا للرحمة والحب والحنان والمودة في الأرض وتقتل بدم بارد فهذا ما لا يمكن تصوره وقبوله ولابد أنها من علامات الساعة.
منذ عدة أيام قليلة وجهت امرأة عمرها 24 عاما من الفيوم إلي قلب امرأة أخري في مثل عمرها السكين وطعنتها طعنة أودت بحياتها وألقتها علي قارعة الطريق غارقة في دمائها حتي فاضت روحها إلي بارئها وفرت هاربة والسبب للأسف مشادة حريمي علي عدد أرغفة العيش التي يمكن الحصول عليها.
لا يقولن أحد إنها حالة فردية إنما هي حالة مجتمع أصبحت الجريمة فيه أسهل ما يكون وأقرب وسيلة لإنهاء أي مشاجرة أومشادة بين اثنين لدرجة أنني أصبحت أخشي الحديث مع الآخرين لأن الكلمة التي يمكن أن تتفوه بها الآن لم يعد مأمونا عواقبها فقد تجد من يغزك بسكين حامية في لحظة لأتفه الأسباب.
طبعا سأكون ساذجا إذا سألت لماذا وكيف وصلنا إلي هذا الحال؟.. أن يقتل أخ أخاه أو يقتل ابن أبيه أو أمه أو يذبح رجل رجلا أو تذبح امرأة طفلة في عرض الطريق علي مرأي من الناس أجمعين. لأن الانحلال الذي نحياه وصل إلي مداه. انحلال أخلاقي وقيمي ومجتمعي وأمني وعند اجتماع كل أنواع الانحلال من كل شكل ولون لابد أن تتوقع أن يطعنك شخص في قلبك لأنك فاصلت معه مثلا في ربع جنيه.
كنا نفخر طوال عمرنا ومازلنا بأن بلدنا هي موطن الأمن والأمان. وأنها تفتح ذراعيها وأحضانها الدافئة لكل من هب ودب لأنها أم الدنيا. لماذا باتت تترك أولادها يأكلون بعضهم البعض ويذحبون بعضهم البعض لدرجة وصلت فيها عدوي البلطجة إلي الحريم؟
المسئولية مسئوليتنا جميعا. الدولة والمدرسة والبيت والعمل وكل من يسمح بوجود هذا الانحلال دون أن يحرك ساكنا واستبشروا خيرا لو دام هذا الحال كما هو عليه. ربما تستيقظ يوما لتجد نفسك "ميت".