السلام عليكم
إلى اللؤلؤة التي تسكن البحر ،إلى من حباها الله بنعمة الجمال والصحة ،إلى من أرادها الله ورسوله درة مصونة بعيدة عن أعين الطامعين ونزوات العابثين
ابتعدي أختاه عن الشبهات وانزهي بنفسك عن الهفوات
واجعلي لنفسك سداً منيعا ً يقيك ويقيّ المجتمع من الفتن ، ليكن حجابك هو سدّك ، ليكن حصنك المنيع وتكوني داخله أميرة متوجة على مملكة العفاف
كوني كما أرادك الله أبيّة ، مؤمنة ، مصانة ، همّها دينها ، غايتها الإصلاح ، وطريقها الفلاح
أحمي جمالك واجعليه لمن قسمه الله لك ، كوني غالية ولاتكوني بضاعة رخيصة ينظر إليها كل من يمر ويتركها بعد ثوان ليستلمها من يأتي بعده ، لاياأختاه لم تخلقي لهذا ، خلقت لتكوني عزيزة، خلقت لتكوني غالية وماذاك إلا بحجابك
ونحن هنا سنكون معك وعوناً لك حتى تسرعي باتخاذ قرارك ، وماكنا لو تركناك في حيرتك
اليك سنقدم أروع الهدايا مغلفة بقالب الحب والتقوى
وماعليك إلا فتحها والتمعن في محاسنها
هنا تجولي واقطفي مايحلو لك من الثمار ، اخلصي النية لله ، توجهي إليه بقلب ٍ سليم
هو حسبك وسيكفيك وليكن قولك لمن يحاربك
"اللهم اكفنيهم بماشئت "
والآن أدعوك أخيتي لتنضمي ألي لنتجول في هذا البستان الرحب ، نتمعن في حروفه ننهل من معانيه علّنا نرتوي بها من ضمأ هجير يوم القيامة
ضعي هنا كل همومك كل مشاغلك كل ما تحسينه
كل ما يقابلك المجتمع به
هنا ننتضرك
و سأبدأ أنا بأحسن الله إليك أخية و هذه بعض النصائح أوجهها إلى البناتاجعلي الحجاب الشرعي شعاراً لك فهو مفخرة وعزة، ودليل على الحياء والأنفة، كيف لا .. وأنت تلبسينه طاعة لله، ولتحافظي على نفسك درة مكنونة لا تمسها يد عابثة، ولا تزعزها رياح هوجاء.
على أن مما ينبغي معرفته أن الحجاب الشرعي هو أن تستر المرأة بدنها كاملاً بما في ذلك الوجه والكفين، وأن تكون العباءة فضفاضة لا تفصّل الجسم، ولا بمزخرفة أو مزينة.
اعلمي أنك حين تلبسين الحجاب الشرعي فإنك تلبسينه طاعة لربك، وحري بك وهذا حالك أن ترفعي به رأساً، وتبتهجي به أُنساً.
أليس غريباً أن تفخر المتبرجة بتبرجها، ولا تفخري أنت بحجابك..؟
احمدي الله على نعمة الحجاب الشرعي، فكم من إنسان يتمناها ولم يوفق إليها أو أنه حُجب عنها لأسباب فوق إرادته.
فيا أخت الطهر والعفاف.. حجابك رأس مالك، بل هو رأس المفاخر.
جمّلي باطنك بالتقوى، كما جمّلت ظاهرك بهذا الحجاب الذي هو علامة العفيفات، واحذري أن تلفك الموجة كما دارت بغيرك، فجعلت مشرقه مغرباً وجنوبه شمالاً.
احذري (التبرج المعلب) الذي لم يأخذ من الستر إلا اسمه، ولم يبق معه من الحجاب إلا رسمه.
نسأل الله المغفرة و الهداية
فضائل الحجاب
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم :
أوجب الله طاعته وطاعة رسول صلى الله عليه وسلم فقال :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا } [الأحزاب : 36]
وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى :{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور : 31]
وقال سبحانه : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [الأحزاب :33] وقال تعالى :{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [ الأحزاب : 53] وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } [الأحزاب : 59].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" المرأة عورة" يعني يجب سترها .
الحجاب عفة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة ، فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ } [الأحزاب : 59]
لتسترهن بأنهن عفائف مصونات { فَلَا يُؤْذَيْنَ } فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه { فَلَا يُؤْذَيْنَ } إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر .
الحجاب طهارة
قال سبحانه وتعالى :{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53].
فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب ، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر ، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب :{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب : 32].
الحجاب ستر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر " وقال صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره "، والجزاء من جنس العمل .
الحجاب تقوى
قال تعالى : { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } [ الأعراف : 26]
الحجاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى :{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ } وقال الله عز وجل { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – عليهن ثياب رقاق قالت :"إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به ".
الحجاب حياء
قال صلى الله عليه وسلم :" إن لكل دين خلقاً ، وإن خلق الإسلام الحياء" وقال صلى الله عليه وسلم :" الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة " وقال عليه الصلاة السلام : " الحياء والإيمان قرنا جميعاً ، فإن رفع أحدهما رفع الآخر ".
الحجاب غيرة
يتناسب الحجاب أيضاً مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن ، قال علي رضي الله عنه :" بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون ؟ إنه لا خير فيمن لا يغار