السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
"الرفيق المخلص"
في كثير من الأحيان نشعر بالوحدة والإنغلاق ، بالخوف ، باليأس ، بالسأم والملل ، وتصدر مشاعرنا هذه كردة فعل حيال ما يفرضه الواقع علينا ، أو من خطوة قادمة مفاجئة تترصدنا من كل جانب ، فنلجأ إلى من يفك عنا هذا الحصار ، ويشعرنا بالراحة والطمأنينة إلى جواره ، ويدفعنا للتفاؤل والثقة العميقة بالنفس ، فننسى تلك المشاعر المحبطة ، بل وأنها تذوب وترحل بعيداً ، كلنا يحتاج إلى مثل هذا الرفيق المخلص ! ..
هذا الرفيق الذي يفرغ قلوبنا من حمم وعواصف مكتمة ، الطبيب الذي يداوي جرح الزمان ببلسم يصوغه بفيض من العطف والحب والحنان ، نعم الحنان الذي افتقدناه كثيراً ، يفرحنا بقدومه البهيج ويحزننا بغيابه ، فنلقاه لقاء آخر يمحو صخب الأيام الخالية منه ، حتى إن الأسهم التي انهالت علينا طعناً بالأمس تخشى أن يرميها راميها وبقربنا هذا الرفيق ..
وتغدو الأحلام والأماني حقيقة إلى جواره ، فبه تشتعل شعلة الأمل من جديد ومعه ترتسم خطوط التفاؤل شوقاً إلى غدٍ قريب ، ينسينا ألم الماضي لنحيا حياة الواقع بعبرةٍ من ماضٍ مجيد ، وأن نجعل المستقبل مرمى الهدف لطموح نحمله بين جنباتنا ننام به ونستيقظ عليه ، حتى إذا ما بزغت شمس يوم الإنتصار تذكرنا كل ذكرى حٌفرت في أذهاننا عن مدى صدقه وإخلاصه معنا طوال أعوام من الكفاح والجهد الجهيد ..
ويظل رفيقنا مخلصاً إن أخلصنا إليه ، وأعطيناه فسحة من مشاعرنا كي يحنو إلينا ويقص علينا قصصه ، وأن نجعله موضع الثقة بأن لا نتردد في اللجوء إليه ساعة الفقدان والوحدة ، فالإخلاص هنا شعور متبادل بيننا وبينه ..
فليحيا هذا الرفيق في حياة كل منا ، ولنكن له مخلصين كما يخلص إلينا ، أطباء يلجأ إلينا كما نلجأ نحن إليه ، ولكن أهم شيء أن نحسن إختيار هذا الرفيق ! .