الحمد لله أننا أحفاد الفراعنة بُناة الأهرامات.. والحمد لله قبل أى شىء وقبل كل شىء أننا عرب ونفخر بعروبتنا.. والحمد لله أننا أصحاب حضارة عمرها ٧ آلاف سنة.. والحمد لله أننا صعايدة وإسكندرانية وإسماعيلاوية وسيناويون ودمايطة وشراقوة.. والحمد لله أن لهجتنا مصرية ولغتنا عربية.. والحمد لله أن السيدة هاجر زوج نبى الله إبراهيم، مصرية وأم لأبى العرب سيدنا إسماعيل..
والحمد لله أننا أصحاب ريادة فى السلام والحروب والنضال والكفاح والعلم والتاريخ والجغرافيا والأدب والفن و.. و.. و.. والحمد لله أننا الدولة اللى هزمت إسرائيل ولقنتها درساً لن تنساه عبر تاريخها.. والحمد لله أننا بلد الأزهر.. والحمد لله أن دا أصلنا ومش ممكن تغيره هزيمة منتخبنا الوطنى على يد نظيره الجزائرى فى ماتش الكورة اللى جمعهم فى السودان لبلوغ مونديال كأس العالم..
هذا الماتش اللى ماكانش ماتش كورة وكان معركة حربية مالهاش مثيل.. هذا الماتش اللى أحداثه كشفت للعالم حقيقتنا وحقيقتهم.. وعروبتنا وعروبتهم.. ومعدننا ومعدنهم.. وتاريخنا وتاريخهم.. وأصلنا وأصلهم.. ولعبنا ولعبهم.. وما فى صدورنا وصدورهم.. وروحنا الرياضية وروحهم الشريرة.. وعقلاءنا وعقلاءهم.. هذا الماتش اللى كشف سياستنا وسياستهم.. وحبنا وحبهم.. وولاءنا وولاءهم.. وانتماءنا وانتماءهم.. وجذورنا وجذورهم.. وجمهورنا وجمهورهم..
جمهورنا اللى سافر للسودان بالعلم والصفارة والطبلة.. وجمهورهم اللى حمل سلاحاً وسكاكين ومطاوى.. جمهورنا المسالم.. وجمهورهم المخادع والهمجى.. جمهورنا اللى شجع كورة.. وجمهورهم اللى ضرب وكسر وحطم.. جمهورنا اللى ساند فرقته بالعقل والمنطق.. وجمهورهم اللى بلطج.. جمهورنا اللى عبر عن أصله وبلده.. وجمهورهم اللى عبر عن أصله وبلده.. وكشف عن اللى جواه من ناحيتنا.. وعن المستخبى والمكتوم.. فهذه أخلاقنا وتلك أخلاقهم اللى يصعب التوافق معها إلا ما رحم ربنا.. وهذه صفاتنا وتلك صفاتهم.. والحمد لله أننا مصريون ننضح بما فينا.. وهم جزائريون ينضحون بما فيهم..
والشاهد ما فعله جمهورهم مع جمهورنا قبل وأثناء وبعد الماتش فى السودان وفى الجزائر.. وما فعلناه نحن مع ذويهم وأقاربهم على أرضنا رغم الهزيمة ولحد اللحظة دى.. وما فعلته سلطاتهم وقياداتهم اللى مصدره «العبيطة» لحد اللحظة دى مع سلطاتنا وقيادتنا فى التعاطى مع الأزمة وكأن شيئاً لم يكن والموضوع مجرد ماتش كورة وغالب ومغلوب وخلاص.. بجد الحمد لله أننا مصريون مش حاجة تانية.. وأننا مش دمويين ولكن محترمون..
ومش ماتش كورة اللى هيغيرنا ولا يغير عقيدتنا وإيماناً باللى علينا تجاه إخواننا العرب.. بس اللى هيحترمنا من اللحظة دى هنحترمه واللى مش هيحترمنا مش هنحترمه.. دى نصيحة لقيادتنا وحكومتنا وللمصريين.. لأن دى اللى بيقولوا عليها الكرامة وعزة النفس