( 1 )
حماري تمرَّدَ يوماً علَىّ
وكنتُ أراهُ أصيلاً بصيرْ ..
ذهبنا نبيعُ وكنَّا نجُولْ
فلمَّا اقتربنا مقرَّ الحميرْ ..
أَدَارَ ونهَّقَ يأبى النفيرْ ..
صرختُ ليمشي
هزَّ برأسه ،
أى لا أسيرْ ..
سَبَبْتُ الحمارَ وكلَّ الحميرْ ..
( 2 )
جاء الجنودُ وبعضُ رجالٍٍ
قبضوا عَلَىّ ..
وانهالوا صفعاً
وانهالوا ركلاً
عليَّ وبىّ ..
ماذا جنيتُ .. ؟
قالوا : أسئتَ بحقِ الحمارْ
وخالفتَ جهراً ،
نصَّ القانونَ
ولم ترعوِىّ ..
حقوقُ الحمار ِ
طعامٌ وعلمٌ وطبٌ ومأوى
وحقُّ الكلامِ ورفضٌ وشكوى
ونحنُ الحماةُ بوجهِ الوصىّ ..
قلت : حماري ..!!
قالوا : ولو .. أأنتَ غبىّ ؟
( 3 )
أتدري بأنهُ عضوٌ كبيرْ
عضوٌ مهمٌّ بحزب الغباءْ ..
ستُحبسُ حتَّى يراكَ القضاءْ ..
قلتُ : أصالحْ ..
لعلَّ اللعينَ تزوَّجَ سرَّاً ،
بأختِ الذكاءْ ..
( 4 )
خرجتُ إليهِ .، عزيزي حماري
وأنتَ الأمينُ لما لم تقولْ ..
دمتَ عزيزاً .، أُقَبِّلُ رأسكَ
عندَ الصباحِ وعندَ الأفولْ ..
ألا تعفو عنِّي ...؟
بصاعِ شعيرٍ ومثلَهُ فولْ ..
ماكنتُ أدري بأنَّ الحكومةَ
تحمي حماكْ ..
مَنْ ياعزيزي تُرَاهُ أباكْ..؟!
هزَّ برأسه ....
هاقدْ عرفتَ مقامي وقَدْري
سأعفو لتدركَ ماذا تساوي
إذا ضاقَ صدري ..!!
وليسَ يغرُّكَ حلمي وصبري
إليكَ بحملي ...
هيَّا أمامي .