‏14‏ مليون مصري يعانون من الفيروسات الكبدية

كشفت فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الثاني عشر لأمراض الجهاز الهضمي الذي نظمته جامعة أسيوط بالتعاون مع الجمعية البحثية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد تحت عنوان الجديد في تشخيص وعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي عن وجود عدة أمراض أخري تؤثر في الكبد وتتسبب في تطور المرض بشكل سريع أهمها السمنة ومرض السكر وما يتبعهما من تدهن في الكبد نتيجة لتغير العادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة حيث تتحالف هذه الأمراض مع الفيروس الكبدي‏(‏ سي‏)‏ وتؤدي إلي زيادة مضاعفات هذا الفيروس وعدم الاستجابة للعلاج وقد أدي هذا إلي مضاعفة عدد مرضي أمراض الكبد بحيث أصبح عدد الأسرة والإمكانات المادية المتاحة لاتكفي لعلاج هؤلاء المرضي خاصة بعدما وصل عدد المصابين بالمرض الي أكثر من‏14‏ مليون مصري بزيادة‏2‏ مليون شخص عن العام الماضي وكشفت مناقشات المؤتمر أيضا عن أن أمراض سرطان الكبد تأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان المثانة بين الرجال ليصبح سرطان الكبد حاليا ثاني أنواع السرطان الأكثر شيوعا في مصر كما أصبحت أمراض الكبد هي السبب الرئيسي للوفاة بين المواطنين في الفترة الأخيرة‏.‏

وأوضح الدكتور عبد الغني عبد الحميد سليمان أمين عام المؤتمر أن مشكلة الالتهابات الكبدية الفيروسية تحتل المرتبة الأولي في الأمراض التي يعاني منها المصريون حيث أن أمراض الكبد تعتبر أكثر الأمراض انتشارا في مصر وباتت تمثل مشكلة قومية خاصة وأن أمراض الكبد الفيروسية تؤدي إلي حدوث أضرار بالكبد مثل الالتهاب الكبدي الحاد والمزمن وتليف الكبد والفشل الكبدي واستسقاء البطن ونزيف دوالي المريء وسرطان الكبد وتحدث هذه المضاعفات القاتلة لأمراض الكبد غالبا في مختلف مراحل العمر مما يسبب خسارة فادحة بمصر ويمثل مشكلة قومية تضر بالاقتصاد المصري

حيث أن نصف الوفيات في المصريين في العمر مابين‏25‏ ـ‏50‏ سنة ترجع إلي الأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد ومضاعفاتها لذا طالب بضرورة تفعيل دور وحدات مكافحة العدوي داخل المستشفيات ودور الرقابة الصحية علي العيادات الخاصة وعيادات الأسنان ومراكز التجميل بحيث يتم إجراء التعقيم بطريقة آمنة لاتسمح بنقل العدوي للآخرين مشيرا إلي سقوط ضحايا جدد بالفيروسات الكبدية نتيجة الممارسات الطبية الخاطئة مثل استخدام الأدوات الجراحية بدون تعقيم

كما نوه عن جهود وزارة الصحة في محاولة الحد من انتشار أمراض الكبد الفيروسية فقد أدخلت المصل المضاد للفيروس‏(‏ بي‏)‏ ضمن البرنامج القومي للتطعيم المجاني للأطفال منذ عام‏1990‏ مما أدي إلي انخفاض معدل الإصابة بهذا المرض من‏12%‏ الي‏3%‏ ولقد تم افتتاح‏17‏ مركزا لعلاج أمراض الكبد في عدد من محافظات الجمهورية وأضاف الدكتور مدحت نصر مقرر المؤتمر أن مشكلة أمراض الكبد هي المشكلة الصحية الأولي في مصر فهو يصيب عددا كبيرا من المصريين وأصبح يتفشي داخل القري حيث تبلغ نسبة الإصابة به في بعض القري حوالي‏40‏ ـ‏50%‏ في البالغين فوق سن الأربعين مشيرا إلي أن المرض يؤثر في الإنسان صحيا واقتصاديا ونفسيا ومن أخطر الفيروسات

هو فيروس س الذي يمثل مشكلة قومية كبري ويحتاج الي تكاتف جهود الأطباء والمسئولين للحد من انتشار المرض ومحاصرته والعمل علي مقاومته حيث أن المستشفيات ضاقت بإعداد الحاملين للمرض الذين يتزايدون بشكل يومي وفي كلمته وجه الدكتور مصطفي كمال رئيس الجامعة الدعوة للجهات المختلفة للتنسيق فيما بينها لمواجهة تلك الأخطار الناجمة من انتشار المرض الذي بات يهدد حياة الغالبية العظمي من الشعب المصري ضاربا المثل بما تقدمه المستشفيات الجامعية في أسيوط في حدود إمكاناتها المتاحة مطالبا بتكامل الأدوار وتنسيق الجهود في توجه قومي لما يمثله المرض من خطورة علي بنيان الوطن وصحة أبنائه وسلامة مستقبله موضحا انه سيتم إنشاء وتجهيز مركز جامعي للكبد بأسيوط وسيتم افتتاحه عام‏2010‏ لخدمة مرضي الكبد بالصعيد‏.‏