حكم الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم
السؤال : اعتاد بعض الناس الحلف بالنبى صلى الله عليه وسلم . وأصبح الامر عاديا عندهم ولا يعتقدون ذلك اعتقادا فما حكم ذلك ؟
الجواب : الحلف بالنبى صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات منكر عظيم ، ومن المحرمات الشركية ولا يجوز لاحد الحلف إلا بالله وحده وقد حكى الامام ابن عبد البر رحمه الله الاجماع على انه لا يجوز الحلف بغير الله وقد صحت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهى عن ذلك وأنه من الشرك كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( ان الله ينهاكم ان تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت )). وفى لفظ آخر ((فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت)) .
وخرج ابو داود والترميذى باسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ))وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : (( من حلف بالامانة فليس منا )) والاحاديث في هذا الباب كثيرة معلومات ، والواجب على جميع المسلمين إلا يحلفوا إلا بالله وحده ولا يجوز لاحد ان يحلف بغير الله كائنا من كان للاحاديث المذكورة وغيرها ويجب على من اعتاد ذلك ان يحذره وان ينهى أهله وجلساءه وغيرهم عن ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان)).
والحلف بغير الله من الشرك الاصغر للحديث السابق وقد يكون شركا أكبر اذا قام بقلب الحالف ان هذا المحلوف به يستحق التعظيم كما يستحقه الله ، أو انه يجوز ان يعبد مع الله ونحو ذلك من المقاصد الكفرية ...
نسأل الله أن يمن على المسلمين جميعا بالعافية من ذلك وأن يمنحهم الفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه انه سميع قريب .
كتاب الدعوة ، ج2ص28-29 ، الشيخ ابن باز .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين